


الإهداء ..
إليه .....
إن وجدته .. لن تضل بعده أبداً
من لديه أداة لقياس الحب ؟
من لديه نموذج .. من لديه مرآة
تفضح .. وتظهر .. وتكشف .. وتعري
من يحبك بحق .. ومن ...... بحق
من عرفك ونحتك وعلمك
كيف ينظر الحب
كيف يندهش الحب
كيف يصغي الحب
كيف يغفر الحب
كيف يخاصم الحب
كيف يتعارك الحب
كيف يحاور الحب
كيف يفدي الحب
كيف .. وكيف .. وكيف
أسئلة لا يقدر أن يجيب عليها كثيرون
ولكن الجميع قادرون أن يعطوك قياس للعداء
مرآة للكـُره .. نموذج للأنانية
أنظر إلى يمينك .. إلى يسارك
أمامك أو خلفك .. حتى لو صدفة
ستجده رابض دون حراك
كجثة تطفو على سطح حياتك
الحب غير قابل للتصنع
لا تجيده الحرباء
ولا هواة الأقنعة
بعد لحظة ستعرف حقيقتهم المـُرة
بعد شهر ستعرف حقيقتهم المـُرة
بعد سنة ستعرف حقيقتهم المـُرة
الحب يحتاج إلى مجهود .. إلى عرق .. إلى دم
إلى مسئولية .. إلى قلب يتجدد كل لحظة
وصدر يتسع ليغلب البراح
في ذات فعلك تكتشفه
في " إيلي إيلي لما شبقتني " تكتشفه
في قارورة دم غالية الثمن .. تكتشفه
في لمس هدب ثوبك في الخفاء .. تكتشفه
قبل أن تـُبرر .. تكتشفه
قبل أن تعتذر .. تكتشفه
قبل أن تتوسل .. تكتشفه
قبل أن تقدم القرابين .. وفروض الولاء والطاعة تكتشفه
لا تحتاج مجهود لتكتشفه
يعبق ذكرياتك .. وتجارب بريتك
ولحظاتك التي لم تقدر أن تصنع ولو معجزة واحدة
وقت انكار الكل .. وسخرية القدر
في ذروة هرم ضعفك .. تكتشفه
يأتيك من بين أهدابك .. تمتصه مسامك
يغطيك وأنا عاري .. يسترك دون أن يشعرك بتفضل ما
دون أن يعاير .. يرمم ثغراتك دون كبرياء يـُذكر
ويدافع عنك وأنت صامت
يقف حارساً على بابك طول الليل
ليواجه الذئاب الخاطفة
التي تجول تلتمس أن تبتلعك
أو أن تبيعك بثلاثون أو أقل
أو أكثر .. في سوق يهوذا
من يفديك دون أن يفكر لحظة
أو يجلس ليحسب حساب النفقة
من يحمل صليبك دون تردد يـُذكر
دون أن يسأل إن كنت بريء أو متهم
دون انتظار حتى أن تنظر إليه
بزوايا عينيك لتشكره في الخفاء
يحبك دون انتظار منك أو من أحد
هذا هو المقياس ..
الأبرع جمالاً من كل من عاهدوك وهماً
وملأوا وحدتك بالضوضاء
وسلامك بالصخب
الأنانيون لا يصمدون في أرض العطاء
يحرقون كالقش في تجربة الفداء
يسقطون واحداً تلو الآخر في معركة البناء
من يحاول أن يجعل حياتك أفضل .. هذا من يحبك
من ترى في عينيه في أوقات انكسارك وهزائمك
قبل لحظات انتصارك
أنك مازلت قادراً على القيامة
هذا من يحبك
طوق نجاتك .. مرساتك
أمانك المعصوم .. غير المشروط
من تتذكره وأنت عريان فلا تشعر بالفضيحة
بل على العكس .. احتمال أن تشعر بالفخر
لأنه هنا .. لأنه موجود
هذا هو حبيبك .. وهذا هو الأمس واليوم وإلى الأبد
No comments:
Post a Comment